هذا المشروع لم يأتِ بالصدفة ولم يتأتى من فراغ
خطط لهذا منذ أن نشأت هذه الجماعة عام 1948 على يد مؤسسيها حسن البنا وسيد قطب
وتبنت الدول الأوروبية أفكار هذه الجماعة فترعرع فيها وبنت مؤسساته المالية كما هو الحال في بريطانيا
ولم تكن بدايته في 2010 و2011 كما يعتقد البعض ، بل منذ بداية الحرب الأهلية في الصومال عام 1991 حيث وجد فيها بيئة خصبة ليتغلغل وسط القبائل هناك ولتستمر الحرب الأهلية في الصومال حوالي ربع قرن
فهؤلاء جاءوا ليبقوا وكما قال مرشد الإخوان في مصر حينما تولى مرسى الحكم " جئنا لنبقى 500 عام "
وكانت أواخر عام 2010 وبداية عام 2011 بداية تحركهم في جميع الدول العربية بعد أن تدربوا لمواجهة الأمن في الدول العربية ووعدتهم منظمات حقوق الإنسان العالمية المزيفة بالوقوف إلى جانبهم ونقل ما يحدث للعالم تمهيدا لإسقاط الأنظمة العربية
وهكذا كانت الشرارة من تونس إلى ليبيا ومصر وسوريا واليمن وبعدها الهدف السعودية ودول الخليج العربي
وإذا كانت دول الخليج حذرة وتراقب ما يحدث فهذا لا يعني أن الخطر بعيد عنها
المشروع دخلت فيه منذ البداية دول إقليمية مثل تركيا وإيران فلكل حصته من التقسيم وقيادة الإمارة الإسلامية
والنفط والغاز القطري ممولا لتحركات هذه الجماعات الإرهابية
وإذا كان الشعب المصري وبالإلتفاف مع أشقاءه في الخليج أستطاع أن يتخلص من هذا الفكر التدميري
فإن بلدان أخرى مثل تونس وليبيا لا زالت تتحكم ميليشيا الإخوان الإرهابية بمفاصل الدولة وقراراتها وهي بحاجة لإنتفاضة شعبية كما حدث في مصر
ونلاحظ تمسكهم بالسلطة حتى آخر رمق بعد خروج مصر من قبضتهم
أما مشروع اليمن لهذه الجماعة فهو مشروع خطير تقسيمها بين شمال إيراني ، وجنوب تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية ، والتحكم في الشريان الحيوي لليمن باب المندب الذي يربط آسيا بأفريقيا وصولا إلى قناة السويس للتحكم بالتجارة العالمية ، ولذلك فحزب الإصلاح الإخواني يتمسك بنفوذه في الشرعية اليمنية لأنه يعلم إذا فقد مساندتها سيفقد تواجده في اليمن
وقد وعى شعب الجنوب لهذا المشروع الخطير فهو يقاتل على جبهتين إرهابيتين إحداهما إخوانية والأخرى حوثية
الطريق طويل حتى تتعافى الأمة ولكن في إعتقادى ذلك مرهون على وعي شعوبها بمخاطر جماعة الإخوان الأم الحاضنة والراعية والمدافعة عن جميع التنظيمات الإرهابية في العالم